Subject: الجالية المغربية في القدس |
Author:
No name
|
[
Next Thread |
Previous Thread |
Next Message |
Previous Message
]
Date Posted: 13:27:05 05/19/08 Mon
In reply to:
's message, "هدم حارة المغاربة في القدس" on 04:19:06 05/16/08 Fri
الجالية المغربية في القدس
تحلم بعودة الحارة من تحت الركام، ولا ترى بديلاً عن القدس
كتبت: ربى عنبتاوي
ساحة حائط البراق،التي كانت مكانها بيوت حارة المغاربة
لمحة تاريخية
حي المغاربة: كان حارة تقع في جنوب شرق البلدة القديمة لمدينة القدس بجوار حائط البراق، خلال حرب الأيام الستة في 6 يونيو 1967، احتل الجيش الإسرائيلي الجزء الشرقي من مدينة القدس فدمر وهدم بيوت الحارة لإقامة ساحة لاستقبال مئات الآلاف من اليهود الذين جاءوا لأداء الصلاة قبالة الحائط .
كان هذا الحي رمزا لتعلق المغاربة بالقدس الشريف, فمنذ السنوات الأولى لاعتناقهم الإسلام, كان جُلُّهم يمر بالشام بعد إتمام فريضة الحج حتى ينعم برؤِية مسرى الرسول (ص) و يحقق الأجر في الرحلة إلى المساجد الثلاثة(المسجد الحرام و المسجد النبوي و المسجد الأقصى). كان المغاربة يقصدونه كذلك طلبا للعلم, كما أن الكثير من أعلام المغرب أقاموا هناك لبضع سنوات, كأمثال الشيخ سيدي صالح حرازم المتوفي بفاس أواسط القرن السادس و الشيخ المقري التلمساني صاحب كتاب "نفح الطيب".
لم تكن فريضتي الحج و طلب العلم هما الدافعان الوحيدان لتواجد المغاربة في تلك البقعة الشريفة, بل كان هنالك دافع ثالث لا يقل أهمية و هو المشاركة في الجهاد خلال الحروب الصليببية. فقد تطوع المغاربة في جيوش نور الدين وأبلوا بلاءاً حسناً, و بقوا على العهد زمن صلاح الدين الأيوبي إلى أن تحررت المدينة من قبضة الغزاة الصليبيين. بعد الفتح, اعتاد المغاربة أن يجاوروا قرب الزاوية الجنوبية الغربية لحائط الحرم الشريف, أقرب مكان من المسجد الأقصى. وعِرفَاناً منه, وَقَفَ الملك الأفضل ابن صلاح الدين الأيوبي هذه البقعة على المغاربة سنة. سُمي الحي منذ ذلك الحين باسم حارة أو حي المغاربة, وكان يضم بالإضافة إلى المنازل عديداً من المرافق, أهمها المدرسة الأفضلية التي بناها الملك الأفضل و سميت باسمه.
عمل الكثير من المغاربة بعد ذلك على صيانة هذا الوقف و تنميته, باقتناء العقارات المجاورة له وحبسها صدقاتٍ جارية. من أشهر هؤلاء, نذكر العالم أبا مدين شعيب (594 ه) الذي حبس مكانين كانا تحت تصرفه, احدهما قرية تسمى عين كارم بضواحي القدس والآخرُ إيوانٌ يقع داخل المدينة العتيقة و يحده شرقا حائط البراق. ظلت جميع تلك الأوقاف محفوظة عبر السنين، الى ان جاء الاحتلال الاسرائيلي.
في شهر يونيو 1967, صادر الاحتلال الاسرائيلي حي المغاربة, وفي اليوم العاشر من نفس الشهر قامت قوات الإحتلال بإخلاء سكانه لتُسويته بالأرض و لتقيم مكانه ساحة عموميةً تكون قبالة حائط البراق. خلال بضعة أيام, أتت جرافات العدو على 138 بناية، كما هدمت جامع البراق و جامع المغاربة. و ما لبث أن لحق نفس المصير بالمدرسة الأفضلية و والزاوية الفخرية ومقام الشيخ . هكذا, و في أيام معدودة, زالت من خارطة القدس ثمانية قرون من تعلق المغاربة بتلك الديار.
ذكريات رجل من حارة المغاربة
نبيل حربي الطيب( المغربي)، من الجالية المغربية ، ملم ومطلع على احوالها، استقبل "تشتيل" في بيته والذي لا يختلف عن اي بيت فلسطيني، والكائن في منطقة وادي الجوز المجاورة للبلدة القديمة.
يروي الطيب أصول عائلته فيقول أن جده جاء الى فلسطين بعد الاحتلال الفرنسي للمغرب، وانجب أباه عام 1917، ونتيجة تعلق جده في القدس اشترى ارضاً فعزّ عليه فراق بيت المقدس لينضم الى جالية متلاحمة أصلها من دول المغرب العربي .
يقول الطيب:" كنا في حارة المغاربة مقربين من بعضنا البعض، افرادها ذوو طابع محافظ، كنا نجتمع في الاعياد في الزاوية المغربية المخصصة للضيافة، كانت الحكومة المغربية تدعم الشعب المغربي حيث كان يأتي السفير المغربي في الفترة قبل الأعياد الاسلامية، وكنت اذكر مشهد وضعه لصرر النقود على طاولة مستطيلة، كانت عبارة عن ليرات ذهب مقسمة لتوزع على جميع ارباب العائلات في الحارة. كان يشعر الفرد في الزاوية المغربية بأن وراءه راعٍ يحرص على اموره".
كان هناك تأقلم كبير واندماج وانصهار مع المجتمع الفلسطيني، فاللهجة يتم اتقانها بسهولة، والعادات تصبح فلسطينية، يذكر الطيب ان سبع سيدات دأبن على صنع المفتول بكميات كبيرة اول كل عام حتى يستمر طوال العام، كن يوزعنه على البيوت المغربية وينشر على اسطحة المنازل ليجف.
ويقول الطيب: "عرف المغاربة باتقانهم لحرفة نقش النحاس والفضة، وصناعة فطائر العوامة، والمعمول بالجوز، كما أن ارتباط الجالية المغربية بالمغرب يعود للجذور ويعززُّ بصلات القرابة مع الاقارب في المغرب.
هدم حارة المغاربة
يذكر الطيب مشاهداً من عمليات الهدم والتهجير حيث كان فتىً صغيراً، الجيش كان مرتزقة، اذكر دخول الجيش وقصفه الحارة بصواريخ الطائرات والقنابل، حيث بقيت النيران تشتعل لستة ايام، أتذكر اعتقال الشبان والافراج عنهم لاحقاً وكذلك استشهاد بعضهم واختفاء البعض الاخر مثل: "عبد الله حدو، علي الشاوي" ، كثير من المقاومين ابعد للأردن ومنع من العودة. بعد عدة ايام من احتلال القدس بدأت عمليات الهدم دون سابق انذار، هدموا البيوت بمن فيها".
"كان والدي يعمل على شاحنة لوكالة الغوث، وكانت مليئة بالمؤن الغذائية، ولنجدة الناس الفارة من الموت، طرح والدي كل المونة ارضاً وحمّل على ظهر الشاحنة 150 شخصاً نجوا من الموت.
"كل التراث المغربي طمر تحت الارض اذكر اننا كنا نملك صوانٍ واوانٍ واحذية وازياء مغربية كلها اندثرت في طيات تاريخ اسود نفذّه المحتل الاسرائيلي ".
حتى عام 1967، كان عدد سكان الحارة 2000 نسمة، بعد الاحتلال نزح كثير من سكانها الى الاردن، وأذكر أن السفارة المغربية عرضت على جاليتها العودة آمنين الى المغرب، الا ان الاغلبية لم تفرط في القدس فعادت اليها بعد أن هدأ وطيس الحرب. عدد المغاربة اليوم يتعدى 30الفا، و كل العائلات المغربية تكنى باسم "المُغربي"،
الهوية لدى افراد الجالية المغربية
يعرف نبيل المغربي نفسه بأنه :"فلسطيني فلسطيني فلسطيني ومن ثم مغربي"، ويقول :"اشعر بالم حين ارى الذكريات كلها محيت مع زوال الحارة، اتمنى ان نجتمع في جبل، رقعة أرض، أي مكان، فلدينا الكثير من الأرث المعنوي والحضاري والمادي وعلينا ان نحفظ تاريخ جالية جاءت أيام صلاح الدين وبقيت لليوم.
الوضع الاقتصادي افراد الجالية كغيرهم منالشعب الفلسطيني موظفون أو عمال، ولكن يتميز بعضهم بادارتهم لشركات الباطون، وخطاطون، اما الحرف اليدوية مثل النقش على النحاس وصناعة الثريات والبوابير فقد انقرضت مع تطور الحياة المادية.
الصفة العامة
المغاربة معروف عنهم انهم محافظون جدا، وكان الشخص الذي يبدو انه متعصب لأرائه يطلق عليه مُغربي.
نشاطات الجالية
تأسست جمعية الجالية المغربية مع بداية الالفية الثالثة ولكن سرعان ما خفتَ نشاطها مع عدم وجود رغبة حقيقية لتفعيلها، تفرق افراد الجالية، ولم يعد لهم تلك الهالة، وذلك بعيد حرب 1967 وتفتيت الحجر ما ادى الى تفتيت التجمع المغربي وتشتته في ارجاء عدة في الوطن وخارجه.
[
Next Thread |
Previous Thread |
Next Message |
Previous Message
]
| |